الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد
.تفسير الآية رقم (56): {آمَنُواْ} {الغالبون} (56)- وَكُلُّ مَنْ رَضِي بِمُوَالاةِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالمُؤمِنِينَ هُوَ مُفْلِحٌ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَهُوَ مَنْصُورٌ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، لأنَّهُ يَكُونُ في حِزْبِ اللهِ، وَحِزْبِ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ، وَلا يُغْلَبُ مَنْ يَتَوَالاهُمُ اللهُ. .تفسير الآية رقم (57): {ياأيها} {آمَنُواْ} {الكتاب} (57)- يُنَفِّرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ مِنْ مُوَالاةِ أَعْدَاءِ الإِسْلامِ، مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَمِنَ المُشْرِكِينَ، الذِينَ يَتَّخِذُونَ شَرَائِعَ الإِسْلامِ المُطَهَّرَةَ، هُزْواً يَسْتَهْزِئُونَ بِهَا، وَيَعدُّونَهَا نَوْعاً مِنَ اللَّعِبِ، وَيَتَمَنَّوْنَ زَوَالَ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، وَيَأمُرُ اللهُ المُؤْمِنِينَ بِتَقْوَاهُ، وَبِألا يَتَّخِذُوا هَؤُلاءِ الأَعْدَاءِ أَوْلِيَاءَ إنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ بِشَرْعِ اللهِ حَقّاً وَصِدْقاً. هُزْواً وَلَعِباً- سُخْرِيَةً وَهَزلاً. .تفسير الآية رقم (58): {الصلاة} (58)- وَهَؤُلاءِ الأَعْدَاءِ يَسْخَرُونَ مِنَ الأذَانِ، وَمِنَ الصَّلاةِ، وَمِنَ العِبَادَةِ، وَيَتَّخِذُونَهَا هُزُواً وَلَعِباً وَسُخْرِيَةً، لأنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ مَعْنَى العِبَادَةِ، وَلا مَعْنَى شَرْعِ اللهِ، وَالصَّلاةُ أَكْرَمُ شَيءٍ وَأَفْضَلُهُ لِمَنْ يَعْقِلُ وَيَعْلَمُ. .تفسير الآية رقم (59): {ياأهل} {الكتاب} {آمَنَّا} {فَاسِقُونَ} (59)- قُلْ يَا مُحَمَّدُ لهؤلاءِ الذِينَ يَتَّخِذُونَ دِينَكُمْ هُزْواً وَلَعِباً مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ: هَلْ لَكُمْ مَطْعَنٌ عَلَيْنَا، وَمَا الذِي تَعِيبُونَهُ عَلَيْنَا، وَتَنْقِمُونَهُ مِنّا، غَيْرَ إِيمَانِنَا بِرَبِّنَا، وَبِمَا أَنْزَلَهُ إِلَيْنَا وَمَا أَنْزَلَهُ عَلَى أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ قَبْلِنَا، وَغَيْرَ إِيْمَانِنَا- يَا أَهْلَ الكِتَابِ- بِأنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ خَارِجُونَ عَنْ طَاعَةِ اللهِ، وَعَنْ طَرِيقِ الهُدْى؟ نَقَمَ عَلَيْهِ- أَنْكَرَ عَلَيْهِ أَوْ عَابَهُ. .تفسير الآية رقم (60): {الطاغوت} {أولئك} (60)- قُلْ لِهَؤُلاءِ المُسْتَهْزِئِينَ بِالدِّينِ وَالعِبَادَةِ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ: هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَبِمَنْ يَنَالُهُ عِنْدَهُ أَسْوَأُ الجَزَاءِ: أولَئِكَ هُمُ الذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ، وَغَضِبَ عَلَيْهِمْ غَضَباً شَدِيداً لا يَرْضَى عَنْهُمْ بَعْدَهُ أَبَداً، وَمَسَخَهُم فَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ وَعَبَدَةَ الطَّاغُوتِ... فَهَؤُلاءِ هُمْ شَرٌ مَكَاناً، وَشَرٌّ مَثُوبَةً وَجَزَاءً عِنْدَ اللهِ، وَأَكْثَرَ ضَلالاً عَنِ الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ. المَثُوبَةُ- الجَزَاءُ. عَبَدَ الطَّاغُوتِ- أَطَاعَ الشَّيْطَانَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ. سَوَاءَ السَّبِيلِ- الطَرْيقِ وَهُوَ الإِسْلامُ. .تفسير الآية رقم (61): {آمَنَّا} (61)- وَإِذَا جَاءَكُمْ، هَؤُلاءِ المُنَافِقُونَ وَاليَهُودُ السَّاخِرُونَ، تَظَاهَرُوا بِالإِيْمَانِ، مَعْ أنَّ قُلُوبَهُمْ فِي الحَقِيقَةِ مُنْطَوِيَةٌ عَلَى الكُفْرِ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالكُفْرِ فِي قُلُوبِهِمْ، فَيَسْمَعُونَ مِنْهُ العِلْمَ وَالقُرْآنَ، وَأَحْكَامَ الدِّينِ، وَالمَوَاعِظَ وَالزَّوَاجِرَ، وَلَكِنَّهُمْ لا يَنْتَفِعُونَ بِشَيءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَيَخْرُجُونَ كَمَا دَخَلُوا وَالكُفْرُ فِي قُلُوبِهِمْ، وَاللهُ عَالِمٌ بِمَا فِي سَرَائِرِهِمْ وَضَمَائِرِهِمْ مِنَ الكُفْرِ وَالنِّفَاقِ، وَإِنْ أظْهَرُوا لِخَلْقِ اللهِ غَيْرَ ذَلِكَ، وَتَزَيَّنُوا بِمَا لَيْسَ فِيهِمْ. .تفسير الآية رقم (62): {يُسَارِعُونَ} {والعدوان} (62)- وَتَرَى كَثِيراً مِنْ هَؤُلاءِ المُنَافِقِينَ وَأَهْلِ الكِتَابِ يُبَادِرُونَ إلَى ارْتِكَابِ مَا حَرَّمَ اللهُ مِنَ المَآثِمِ وَالمَحَارِمِ، بِالاعْتِدَاءِ عَلَى النَّاسِ، وَأَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ (أَكْلِهِم السُحْتَ)، وَلَبِئْسَ العَمَلُ عَمَلُهُمْ، وَبِئْسَ الاعْتِدَاءُ اعْتَدَاؤُهُمْ، وَلَبِئْسَ مَا كَانُوا يَكْتُمُونَ مِنْ أَنَّ مَجِيئَهُمْ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّمَا هُوَ لِتَسَقُّطِ الأَخْبَارِ، وَالتَّوَسُّلِ إلَى ذَلِكَ باِلنِّفَاقِ وَالخِدَاعِ. يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ- يُبَادِرُونَ إلى ارْتِكَابِ المُحَرَّمَاتِ. أَكْلِهِمُ السُّحْتَ- أَكْلِ المَالِ بِصُورَةٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ كَالقِمَارِ وَالسَّرِقَةِ وَالرِّبَا وَالغِشِّ وَالرّشْوَةِ. .تفسير الآية رقم (63): {يَنْهَاهُمُ} {الربانيون} (63)- هَلا نَهَاهُمُ الرَّّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ مِنْهُمْ عَنْ قَوْلِ الإِثْمِ وَالفُحْشِ، وَعَنْ أَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ؟ فَلَبِئْسَ مَا صَنَعَ هَؤُلاءِ الأَحْبَارِ وَالرَّبَّانِيُّونَ مِنْ تَرْكِ النَّصِيحَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ ارْتِكَابِ مَا حَرَّمَ اللهُ مِنَ المَعَاصِي، وَلَبِئْسَ مَا صَنَعَ هَؤُلاءِ الآثِمُونَ. الرَّّانِيُّونَ- العُلَمَاءُ العُمَّالُ أَرْبَابَ الوَلايَةِ عِنْدَ اليَهُودِ. .تفسير الآية رقم (64): {طُغْيَاناً} {العداوة} {القيامة} (64)- أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى أنَّ بَعْضَ اليَهُودِ وَصَفُوهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِأنَّهُ بَخِيلٌ (يَدُهُ مَغْلُولَةٌ)، كَمَا وَصَفُوهُ بِأنَّهُ فَقِيرٌ، وَهُمُ الأَغْنِيَاءُ، فَلَعَنَهُمُ اللهُ عَلَى قَولِهِمْ هَذَا، وَدَعَا عَلَيْهِمْ بِالبُخْلِ (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ)، وَبِانْقِبَاضِ أَيْدِيهِمْ عَنِ الإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ الخَيْرِ. (وَقِيلَ بَلِ المَقْصُودُ هُنا هُو أنَّ اللهَ تَعَالَى دَعَا عَلَيْهِمْ بَأنْ تُغَلَّ أَيْدِيهِمْ بِالقُيُودِ وَالأَغْلالِ، وَتُرْبَطُ إلَى أَعْنَاقِهِمْ فِي الدُّنْيا وَهُمْ أُسَارَى، وَفِي الآخِرَةِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ). وَرَدَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قَائِلاً: إنَّ يَدَيْهِ مَبْسُوطَتَانِ كَرَماً وَجُوداً، وَهُوَ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ. وَيَقُولُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم إنَّ مَا أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ خَفِيِّ أمُورِ هَؤُلاءِ اليَهُودِ المُعَاصِرِينَ لِلْرَّسُولِ، وَمِنْ أَحْوَالِ أَسْلافِهِمْ، وَشُؤُونِ كُتُبِهِمْ، وَحَقَائِقِ تَارِيِخِهِمْ... هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَدِلَّةِ عَلَى صِدْقِ نُبُوَّتِهِ، وَصِحَّةِ مَا جَاءَهُمْ بِهِ، فَكَانَ مِنَ المُفْتَرَضِ أنْ يَدْفَعَهُمْ هَذَا إلَى الإِيمَانِ بِمُحَمَّدٍ وَتَصْدِيقِهِ، وَلَكِنَّهُمْ لِطُغْيَانِهِمْ وَتَجَاوُزِهِمُ الحُدُودَ فِي الكُفْرِ وَالحَسَدِ لِلْمُسْلِمِينَ لَمْ يَدْفَعْ ذَلِكَ إلَى الإيمَانِ إلا قَلِيلاً مِنْهُمْ، وَلَنْ يَزِيدَ أَكْثَرُهُمْ إلا طُغْيَاناً فِي بُغْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَدَاوَتِهِ، وَكُفْراً بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ. ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ أَلْقَى بَيْنَ هَؤُلاءِ الكَفَرَةِ الحَاسِدِينَ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ، وَسَتَسْتَمِرَّانِ بَيْنَهُمْ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلا تَجْتَمِعُ قُلُوبُهُمْ عَلَى كَلِمَةِ حَقٍّ، وَسَتَشْغَلُهُمْ عَدَاوَةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ عَنِ الاجْتِمَاعِ عَلَى قِتَالِ المُؤْمِنِينَ، وَأنَّهُمْ كُلَّمَا شَرَعُوا فِي إِيقَادِ نَارِ الحَرْبِ وَالفِتْنَةِ أَطْفَأَهَا اللهُ، وَرَدَّ كَيْدَهُمْ إلى نُحُورِهِمْ، وَحَاقَ بِهِمْ مَكْرُهُمُ السَّيِّئُ، لأنَّهُمْ يَسْعَونَ إلى الإِفْسَادِ فِي الأَرْضِ، وَاللهُ لا يُحِبُّ أَهْلَ الفَسَادِ. يَدُهُ مَغْلُولَةٌ- يَدُهُ مَشْدُودَةٌ بِالقَيْدِ إلَى عُنُقِهِ وَالتَّعْبِيرُ هُنَا يُقْصَدُ بِهِ الكِنَايَةُ عَنِ البُخْلِ. أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ- أَعَدُّوا العُدَّةَ لِشَنِّ الحَرْبِ. يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ- مُنْبَسِطَةٌ وَيُرَادُ بِهَا هُنَا التَّعْبِيرُ عَنِ الكَرَمِ. .تفسير الآية رقم (65): {الكتاب} {آمَنُواْ} {وَلأَدْخَلْنَاهُمْ} {جَنَّاتِ} (65)- وَلَوْ أنَّ هَؤُلاءِ اليَهُودَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَاتَّقَوْا مَا كَانُوا يَتَعَاطَوْنَهُ مِنَ المَحَارِمِ وَالمَآثِمِ، لَكَفَّرَ اللهُ عَنْهُمُ السَّيِّئَاتِ التِي اقْتَرَفُوهَا، وَلَغَفَرَ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وَلأَدْخَلَهُمُ الجَنَّةَ فِي الآخِرَةِ. كَفَّرْنَا- غَفَرْنَا لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ. .تفسير الآية رقم (66): {التوراة} (66)- وَلَوْ أَنَّهُمْ عَمِلُوا بِمَا فِي الكِتَابِ الذِي أُنْزِلَ إلَيْهِمْ، كَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، دُونَ تَحْرِيفٍ وَلا تَبْدِيلٍ، لَقَادَهُمْ ذَلِكَ إلى اتِّبَاعِ الحَقِّ، وَالعَمَلِ بِمُقْتَضَى مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ، لأنَّ كُلاً مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ بَشَّرَ بِنَبِيٍّ يَكُونُ مِنْ أَوْلادِ إِسْمَاعِيلَ. وَلَوْ أَنَّهُمُ اتَّبَعُوا الحَقَّ، وَآمَنُوا بِرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ الذِي بَشَّرَ بِهِ كِتَابُهُمْ، لَوَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِمْ رِزْقَهُمْ، وَلأَغْدَقتِ السَّمَاءُ عَلَيْهِمْ مَطَرَها وَبَرَكَاتِهَا، وَلأخْرَجَتْ لَهُمْ خَيْرَاتِهَا. وَلَكِنَّ قِلَّةً مِنْهُمْ مُؤْمِنَةٌ مُلْتَزِمَةٌ بِأَحْكَامِ مَا شَرَعَ اللهُ لَهُمْ، وَأكْثَرُهُمْ طُغَاةٌ مُجَاوِزُونَ لأَوَامِرِ اللهِ، وَسَاءَ عَمَلُهُمْ. مُقْتَصِدَةٌ- مُعْتَدِلَةٌ وَهُمْ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ. أَقَامُوا التَّوْرَاةَ- عَمِلُوا بِأَحْكَامِهَا تَمَاماً كَمَا أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِ اللهِ. .تفسير الآية رقم (67): {ياأيها} {الكافرين} (67)- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم بِأَنْ يُبَلِّغَ النَّاسَ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِ لَيُبَلِّغَهُمْ إيَّاهُ، وَقَدِ امْتَثَلَ عَلَيْهِ السَّلامُ لأَمْرِ رَبِّهِ. وَيَقُولُ تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: فَإِذَا لَمْ تَقُمْ بِمَا أُمِرْتَ بِهِ لا تَكُونُ قَدْ بَلْغَتَ رِسَالَةَ رَبِّكَ. ثُمَّ يَقُولُ اللهُ لِرَسُولِهِ: لا تَخَفْ مِنْ أنْ يَصِلَ إلَيْكَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ بِأَذًى، فَأَنْتَ فِي حِفْظِ اللهِ وَرِعَايَتِهِ، وَهُوَ يَمْنَعُكَ مِنْهُمْ، وَيَحْفَظُكَ وَيُؤَيِّدُكَ بِنَصْرِهِ. وَاللهُ هُوَ الذِي يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَهُوَ لا يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ إلَى الطَّرِيقِ السَّوِيِّ. (وَعَنْ عَائِشَةَ رِضْوَانَ اللهِ عَلَيْهَا أنَّهَا قَالَتْ: لَوْ كَانَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم كَاتِماً شَيْئاً مِنَ القُرْآنِ لَكَتَمَ الأيَةَ {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ وَتَخْشَى الناس والله أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ}). يَعْصِمُكَ- يَمْنَعُكَ وَيَحْمِيكَ. .تفسير الآية رقم (68): {ياأهل الكتاب} {التوراة} {طُغْيَاناً} {الكافرين} (68)- قُلْ لأَهْلِ الكِتَابِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى فِيمَا تُبَلِّغُهُمْ إيَّاهُ عَنْ رَبِّهِمْ: لَسْتُمْ عَلَى شَيءٍ يَعْتَدُّ بِهِ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ وَالهُدَى حَتَّى تُؤْمِنُوا بِجَمِيعِ مَا بِأَيْدِيكُمْ مِنَ الكُتُبِ المُنْزَلَةِ، وَتَعْمَلُوا بِمَا فِيهَا، وَمِنْهَا الإِيمَانُ بِمُحَمَّدٍ، وَالأَمْرُ بِاتِّبَاعِهِ، وَالإِيمَانِ بِمَبْعَثِهِ، وَالاقْتِدَاءِ بِشَرِيعَتِهِ، وَسَيُثِيرُ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، مِنَ القُرْآنِ وَالهُدَى، كَثِيراً مِنَ الحَسَدِ وَالحِقْدِ وَالطُّغْيَانِ وَالكُفْرِ فِي نُفُوسِ الكَثِيرِينَ مِنْ هَؤُلاءِ، وَلَكِنْ لَيْسَ عَلَيْكَ أنْ تَهْتَمَّ بِذَلِكَ، أَوْ تَحْزَنَ لَهُ. لا تَأْسَ- لا تَحْزَنْ وَلا تَأْسَفْ. يَزِيدُهُمْ طُغْيَاناً- يَزِيدُهُمْ إِمْعَاناً فِي الحَسَدِ.
|